اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 204
ومما يعين على ذلك أيضا ما
ذكره بعض الحكماء، فقال مخاطبا تلاميذه([427]): (اعلموا يا من اصطفاكم
الله لإرادته أن أول الطريق باعث قوي يقذف في قلب العبد يـحثه على الإقبال على
الله والدار الآخرة، والإعراض عن الدنيا وعما الـخلـق مشغولون به من عمارتـها
وجمعها والتـمتع بشهواتها والاغترار بزخارفها.. وهذا الباعث من جنود الله الباطنة،
وهو من نفحات العناية وأعلام الهداية، وكثيرا ما يفتح به على العبد عند التخويف
والترغيب والتشويق، وعند النظر إلى أهل الله تعالى والنظر منهم، وقد يقع بدون سبب..
والتعرض للنفحات مأمور به ومرغب فيه والانتظار والارتقاب بدون التعرض ولزوم الباب
حمق وغباوة)
وقال آخر ذاكرا كيفية التعامل
مع هذا الفضل الإلهي: (ومن أكرمه الله بهذا الباعث الشريف فليعرف قدره المنيف،
وليعلم أنـه من أعظم نعم الله تعالى عليه التي لا يقدر قدرها ولا يـبلغ شكرها
فلـيبالغ في شكر الله تعالى على ما منحه وأولاه، وخصه به من بين أشكاله وأقرانه
فكم من مسلم بلغ عمره ثمانين سنة وأكثر لم يجد هذا الباعث ولم يطرقه يوما من الدهر)
وقال آخر ذاكرا كيفية
تقويته لنيل المزيد من بركاته: (تقوونه بكثرة ذكر لله، والفكر فيما عند الله،
والمجالسة لأهل الله.. وتحفظونه بالبعد عن مجالسة المحجوبين، والإعراض عن وسوسة
الشياطين، وبأن تبادروا بالإنابة إلى الله تعالى، وبالصدق في الإقبال عليه)
وقال آخر داعيا إلى عدم
الاهتمام بالذرائع التي تتذرع بها النفس: (سيروا إلى الله عرجا ومكاسير ولا
تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة.. فإن إحالتكم العمل على
[427]
الكلام الوارد هنا منقول بتصرف من [رسالة آداب سلوك المريد] للشيخ الحبيـب عبد
الله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي.
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 204