responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202

وقال a: (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)([423])

وهكذا أخبر رسول الله a أن الإرادة يمكنها أن تنزل الإنسان أي منزلة يريدها، حتى لو لم يكن معها عمل.. فهي تنزل المؤمن منازل الشهداء حتى لو مات على فراشه.. وتنزله منازل الكرماء حتى لو لم ينفق دينارا ودرهما.. وتنزله منازل المجاهدين حتى لو لم يخرج من بيته.

بل إن رسول الله a قسم أصناف الناس على أساسها، فقال: (إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء)([424])

فقد أخبر رسول الله a بأن النية الصادقة، والرغبة الأكيدة، والإرادة الجازمة، يمكنها أن تصل بالإنسان وحدها إلى أرقى المراتب.

وبما أن مراتب السالكين لا نهاية لها.. فكذلك مراداتهم، تكون تابعة للمنازل التي يحلون بها.. وفضلهم يكون على أساسها.

ولهذا صنف الحكماء الإرادة بحسب نوع المرادات إلى درجات كثيرة، عبر عنها


[423] رواه مسلم.

[424] رواه الترمذي (2325)، وأحمد (18031)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست