responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195

من راحة ودعة وكسل ليستقبل ما تتطلبه الإرادة من مجاهدة وتكاليف، ولهذا ذكر الله تعالى من علل أمره بالقيام في سورة المزمل: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]

وبما أنك ـ أيها المريد الصادق ـ طلبت مني الحديث في كلام الحكماء عنهما، وتجاربهم حولهما؛ فسأذكر لك ما ذكروه، وما يؤيده من النصوص المقدسة، والفطرة السليمة.

اليقظة:

أما أولهما، وهي اليقظة، وهي السابقة والمقدمة للإرادة.. فإنها لا تختلف كثيرا عن تلك اليقظة التي يخرج بها الإنسان من عالم النوم والأحلام إلى عالم الواقع والحياة.. ذلك أن الإنسان الغافل عن ربه ومصيره ونفسه وحقائق الوجود لا يختلف عن النائم، كما وردت الإشارة إلى ذلك بقوله a: (إن خياركم أولوالنهى)، قيل: يا رسول الله ومن أولوالنهى؟ قال: (هم أولوالاخلاق الحسنة، والأحلام الرزينة، وصلة الأرحام، والبررة بالأمهات والآباء والمتعاهدين للفقراء، والجيران واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس نيام غافلون) ([403])

وعبر عنه في حديث آخر، فقال: (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) ([404])

وسبب ذلك هو أن الحقائق المصيرية التي يدعي الغافلون الإيمان بها، لا تؤثر في حياتهم، وإنما هي منحصرة في زوايا مهملة من أذهانهم.. ولا يمكن للحقائق أن تؤتي ثمارها النافعة إلا بعد أن تصبح رأي العين.. فـ (ليس الخبر كالعيان)([405]

ولهذا طلب إبراهيم الرؤية ليعايش تلك الحقائق الإيمانية، ويطمئن بها ولها.. قال


[403] الكافى ج 2 ص 240.

[404] بحار الأنوار (4/ 43)، وقال العراقي في تخريج الإحياء (3611): لم أجده مرفوعًا، ويُعزى إلى علي بن أبي طالب.

[405] روى كثيرون منهم أحمد وابن حبان قوله :(يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه تبارك وتعالى أن قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح فتكسر منها ما تكسر)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست