responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194

الیقظه والاراده

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن اليقظة والإرادة التي يذكرها الحكماء، ويعتبرون أنهما من المنازل الضرورية للسالكين.. وهل هما متعلقان بالنفس اللوامة فقط، أم أنهما من منازل النفس المطمئنة؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن كل المناهج التي ذكرتها لك في رسائلي حول النفس اللوامة، هي منازل لأصحاب النفوس المطمئنة.. والفرق بينهما هو في طمأنينة النفس للمنزل، واستقرارها فيه؛ فإن كانت مطمئنة مستقرة، فهي نفس مطمئنة، وإن كانت متذبذبة يشق عليها الاستقرار، فهي نفس لوامة.. وإن لم يكن لها فيه أي رغبة، بل تنفر منه نفورا كليا؛ فهي نفس أمارة.

ولذلك فإن اليقظة والإرادة من المنازل الضرورية للنفس المطمئنة؛ فلا يمكن أن تترقى في معارج الكمال ما لم تتحقق بهما.. فالنائم لا يمكن أن يتحرك أو يسير.. والعاجز الذي فقد الإرادة لا يختلف عن النائم.

ولذلك كانا من المنازل والمناهج الضرورية، ولهذا خاطب الله تعالى رسوله a في أول النبوة بالقيام، لأنه لا يمكن أن يتحقق أي شيء للمدثر أو المزمل ما لم يقم.. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1، 2]، وهو أمر بالعبادة والتواصل الروحي مع الله.

ثم قال له بعدها: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2]، وهو أمر بأداء رسالة الله، وإنقاذ خلقه، وتخليصهم من نفوسهم الأمارة.

وكل ذلك إيذان بالمشقات التي قد تلاقي القائم الذي ينفض عنه كل ما يسببه النوم

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست