وقال آخر: (التوكل على
ثلاث درجات: الدرجة الأولى: التوكل مع الطلب، ومعاطاة السبب على نية شغل النفس
ونفع الخلق وترك الدعوى.. والدرجة الثانية: التوكل مع إسقاط الطلب، وغض العين عن السبب
اجتهاداً في تصحيح التوكل وقمع تشرف النفس وتفرغاً إلى حفظ الواجبات.. والدرجة
الثالثة: التوكل مع معرفة التوكل النازعة إلى الخلاص من علة التوكل، وهو أن يعلم
أن ملكية الحق تعالى للأشياء ملكية عزة لا يشاركه فيها مشارك فيكل شركته إليه، فإن
من ضرورة العبودية أن يعلم العبد أن الحق هو مالك الأشياء وحده)([315])
وقال آخر: (التوكل ثلاث
درجات: الدرجة الأولى أن يكون حاله في حق الله تعالى والثقة بكفالته وعنايته كحاله
في الثقة بالوكيل.. والثانية وهي أقوى: أن يكون حاله مع الله تعالى كحال الطفل مع
أمه، فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها.. والثالثة
وهي أعلاها: أن يكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي
الغاسل)([316])
وغيرها من مقولاتهم التي
تدل على المراتب المرتبطة بكل منزلة من المنازل، وذلك