اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
ومثل ذلك قول بعضهم في
تعريف الرضا: (الرضا عن الله: هو إذا ابتلاه في بدنه لم يحب العافية، فإن عافاه لم
يحب أن ينقله حتى يكون هو الذي يحوله، وإن أغناه لم يحب أن يفقره، وإن فقره لم يحب
أن يغنيه وأن يرضى ما يرضاه ويهوى ما يهواه)([289])
فهذا كله مخالف للفطرة السليمة، والتي تحب العافية، وتسأل الله
أن يرزقها إياها، ولكنها لا تعترض عليه إن أنزل بها البلاء.. وفرق كبير بين
الأمرين، وقد كان رسول الله a يقول في دعائه: (اللهم
إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني
ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن
خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي) ([290])
وروي أن بعض أصحابه سأله، فقال: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله
الله عز وجل، فقال: (سل الله العافية)، ثم مكث أياما، ثم سأله نفس السؤال، فقال a:
(سل الله، العافية في الدنيا والآخرة)
([291])
وقال a: (اسألوا الله العفو
والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية)([292])
وقال: (ما من دعوة أحب إلى الله أن يدعوه بها عبدٌ من أن يقول:
اللهم إني أسألك المعافاة أو قال: العافية في الدنيا والآخرة) ([293])
والأخطر من ذلك كله ما
ادعاه بعضهم من أن الرضى يقتضي ترك الدعاء، وعدم
[289]
أبو عبد الرحمن السلمي، المقدمة في التصوف وحقيقته، ص 37.
[290] البخاري في الأدب
المفرد (1200)، وأبو داود (5074)، والنسائي في المجتبى (8/ 282)