اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143
إنكار المنكر، وهذا مخالف
للنصوص المقدسة.
أما الدعاء، فكثرة دعوات
رسول اللَّه a وأئمة الهدى من بعده تدل عليه، وقد أثنى اللَّه
تعالى على عباده الصالحين بقوله: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾
[الأنبياء: 90]
وأما إنكار المعاصي
وكراهتها، وعدم الرضا بها، فمن أوجب الواجبات، بل إن الله تعالى ذم الراضين عن
المعاصي أو أسبابها، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا
وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ
آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ﴾ [يونس: 7، 8]
وقال عن المخلفين: ﴿رَضُوا
بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا
يَفْقَهُونَ﴾ [التوبة: 87]
وفي الحديث عن رسول الله a
أنه قال: (من شهد منكرا فرضي به فكأنه قد فعله)، وقال: (الدال على الشر كفاعله) ([294])
أما ما سألت عنه من درجات
الرضا، فهي ـ أيها المريد الصادق ـ أكثر من أن تعد أو تحصى، لأنها تختلف باختلاف
درجات السالكين، وهي لا نهاية لها.
وقد ذكر بعضهم مجامعها،
فقال: (الرضا
على ثلاثة أقسام هي: رضا العام بدين الله، وهو موافقة في الدين.. رضا الخاص بثواب
الله، وهو أن يعمل لوجه الله رجاء ثوابه.. رضا الأخص، وهو الله بالله)([295])
وقال آخر: (الرضا قسمان:
قسم: يكون لكل مكلف، وهو ما لا بد منه في الإيمان، وحقيقته: قبول ما يرد من قبل
الله تعالى من غير اعتراض على حكمه وتقديره.. وقسم: لا