اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140
وقال آخر: (الرضا: هو سكون
القلب إلى الحكيم، وترك الاختيار مع التسليم، ولا شيء أشد على النفس من الرضا
بالقضاء؛ لأن الرضا بالقضاء يكون إلى خلاف رضا النفس وهواها)([282])
وقال آخر: (الرضا: هو تلقي
النفس لما يأتي به القدر من الحوادث الجرمانية على وجه لا يتألم بوقوعه، بل مع
ابتهاج لطيف نظراً إلى العلة السابقة العجيبة)([283])
وقال آخر: (الرضا: سكون القلب تحت
مجاري الأقدار، بنفي التفرقة حالاً، وعلم التوحيد جمعاً، فيشهد القدرة بالقادر،
والأمر بالآمر، وذلك يلزمه في كل حال من الأحوال)([284])
أما مجالات الرضا؛ فقد
تبين لك من خلال هذه التعريفات أنه شامل لكل ما جاء عن الله تشريعا كان أم قضاء،
فلا فرق بينهما؛ فكلاهما مقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
وقد
قال تعالى عن الأول، وهو الرضى عن شريعته، وأحكامها، وتكاليفها: ﴿وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]
وقال
عن الثاني، وهو التسليم بربوبية الله على عباده، وحاكميته وتدبيره لهم: ﴿
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾
(الأنعام:164)
وقال
في أول السورة: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ
أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
(الأنعام:14)
[282]
أحمد الرفاعي،حالة أهل الحقيقة مع الله، ص 177
[283]
سليمان سليم علم الدين، التصوف
الإسلامي، ص 209.