وفي الحديث أن رسول الله a
قال: (بكى شعيب من حب الله عزوجل حتى عمي، فرد الله عز وجل عليه بصره، ثم بكى حتى
عمي فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة
أوحى الله إليه: ياشعيب إلى متى يكون هذا؟ أبدا منك؟ إن يكن هذا خوفا من النار فقد
آجرتك، وإن يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، فقال: إلهي وسيدي أنت تعلم أنى مابكيت
خوفا من نارك، ولا شوقا إلى جنتك، ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أوأراك) ([221])
وهو ما عبر عنه بعض
الصالحات عندما سئلت عن حقيقة محبتها، فقالت: ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً
لجنته فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه، ثم أنشدت:
أحبك حبين حب الهوى
***
وحباً لأنك أهْلٌ لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى
***
فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهلٌ له
***
فكشفك لي الحجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
***
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا