اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116
فالموت عبارة عن مفارقة
المحبوبات الدنيوية كلها دفعه واحدة.. فما حال من لا يفرح إلا بالدنيا، فتؤخذ منه
الدنيا وتسلّم إلى أعدائه، ثم ينضاف إلى هذا العذاب تحسّره على ما فاته من نعيم
الآخرة، والحجاب عن اللّه عز وجل، فإن حب غير اللّه يحجبه عن لقاء اللّه والتنعم
به، فيتوالى عليه ألم فراق جميع محبوباته، وحسرته على ما فاته من نعيم الآخرة أبد
الآباد، وذل الرد والحجاب عن اللّه تعالى) ([220])
وبخلاف ذلك الحب المقدس،
الذي هو حب الله تعالى، وما ينتج عنه من حب للأنبياء والأولياء والصالحين وغيرهم
من المؤمنين؛ فإنه حب مبارك، مملوء بالثمار الطيبة، بالإضافة إلى خلوه من كل
المنغصات التي تكتنف الحب المدنس.
أما ما سألت عنه من كيفية
التحقق بهذا النوع من الحب الشريف؛ فاعلم أن لذلك طريقين:
أولهما، وأشرفهما: المحبة
الذاتية، والتي تنطلق من معرفة المحبوب وكماله وجماله وعظمته.. وبقدر تلك المعرفة
تكون المحبة.. وهل هناك أعظم أو أكمل أو أجمل من الله تعالى؛ ولذلك فإن الثمرة
الضرورية لصدق المعرفة به، هي صدق المحبة له.
وقد قال بعضهم معبرا عن
ذلك:
هب
الرسل لم تأت من عنده.. ولا أخبرت عن جمال الحبيب
أليس
من الواجب المست.. حق محبته في اللقا والمغيب
فمن
لم يكن عقله آمرا.. بذا. ما له في الحجى من نصيب