responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 114

في العمل، واستغراق الهم في الاستعداد) ([216])

ومن علامات المحبة الصادقة الاجتهاد في الطاعة، وإيثارها على أهواء النفس، (فيلزم مشاق العمل، ويجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دعة الكسل. ولا يزال مواظبا على طاعة اللَّه، ومتقربا إليه بالنوافل، وطالبا عنده مزايا الدرجات كما يطلب المحب مزيد القرب في قلب محبوبه) ([217])

كما عبر الشاعر عن ذلك بقوله:

و أترك ما أهوى لما قد هويته.. فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي

ومن علامات المحبة الصادقة كثرة ذكر الله تعالى، فـ (لا يفتر عنه لسانه، ولا يخلو عنه قلبه، فمن أحب شيئا أكثر بالضرورة من ذكره، وذكر ما يتعلقه به، فعلامة حب اللَّه حب ذكره وحب القرآن الذي هو كلامه، وحب رسول اللَّه a، وحب كل من ينسب إليه؛ فإن من يحب إنسانا يحب كلب محلته، فالمحبة إذا قويت تعدت من المحبوب إلى كل ما يكتنف بالمحبوب ويحيط به ويتعلق بأسبابه، وذلك ليس شركة في الحب، فإن من أحب رسول المحبوب لأنه رسوله، وكلامه لأنه كلامه، فلم يجاوز حبه إلى غيره، بل هو دليل على كمال حبه. ومن غلب حب اللَّه على قلبه أحب جميع خلق اللَّه، لأنهم خلقه، فكيف لا يحب القرءان، والرسول، وعباد اللَّه الصالحين) ([218])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن حقيقة المحبة التي سألت عنها، هي نفس تلك المشاعر التي تجدها في نفسك عندما تميل إلى أي شخص أو شيء ميلا شديدا،


[216] إحياء علوم الدين (4/ 331)

[217] إحياء علوم الدين (4/ 331)

[218] إحياء علوم الدين (4/ 331)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست