responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112

فالمحبة الصادقة لا يمكن ألا تنشئ آثارها في السلوك والمواقف وكل شيء، كما عبر الشاعر عن ذلك بقوله:

و كلّ يدّعى وصلا بليلى.. وليلى لا تقر لهم بذاك

إذا اشتبكت دموع في عيون.. تبيّن من بكى ممّن تباكى

وقال آخر:

تعصى الإله وأنت تظهر حبه.. هذا لعمري في الفعال بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته.. إن المحب لمن يحب مطيع

ولهذا شرط الله تعالى على المدعين لمحبة الله اتباع رسول الله a، ذلك أنه يستحيل على من يدعي محبة أحد ألا يحب رسوله، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]

وقد عبر بعض الحكماء عن ضرورة ذلك، فقال: (اعلم أن المحبة يدعيها كل أحد، وما أسهل الدعوى وما أعز المعنى، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخدع النفس، مهما ادعت محبة اللَّه تعالى، ما لم يمتحنها بالعلامات، ولم يطالبها بالبراهين والأدلة. والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وثمارها تظهر في القلب، واللسان، والجوارح، وتدل تلك الآثار الفائضة منها على القلب والجوارح على المحبة دلالة الدخان على النار، ودلالة الثمار على الأشجار) ([214])

ومن تلك الثمار التي تدل على المحبة، والتي تُمتحن بها النفس لتثبت صدق دعواها، [حب لقاء الله]، كما قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ ﴾ [العنكبوت: 5]


[214] إحياء علوم الدين (4/ 329)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست