اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 103
يضيعون
في سبيل ذلك صحتهم وراحتهم وكل أنواع لذاتهم.. فلذلك بدل اللهث وراء تلك العملة
الفانية، راحوا يلهثون في جمع الحسنات التي لا يمكن لأي عملة في الدنيا أن تعوضها.
وقد
أشار إلى هؤلاء قوله a: (الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه
هواها وتمنّى على الله) ([203])
وأشار
إليهم الشاعر في قوله:
إن لله عبادا فطنا
***
***
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
***
***
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
***
***
صالح الأعمال فيها سفنا
وقد أعانهم على هذه الرؤية أمران:
أولهما ذلك اليقين الذي ملأ قلوبهم بوعد الله ووعيده، حتى صاروا، وكأنهم يرونه رأي
العين.
والثاني:
ذلك اليقين الذي عرفوا به الدنيا وحقارتها وهوانها مقارنة بالآخرة، كما قال تعالى:
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ
الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام:
32]