responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 26

 

العجز و الانبهار

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تخبرني عن أشواقك العظيمة لمعرفة الله، حتى تصيرمن أولئك الذين يُطلق عليهم لقب [العارف بالله]، أولئك الذين فتح الله على مرائي قلوبهم أنوار معرفته؛ فتحولوا إلى هداة يدلون عليه، ويعرفون به.

وأنا أشكر لك ـ أيها المريد الصادق ـ هذه الهمة العلية التي حول الله قلبك إليها؛ فليس مثل معرفة الله معرفة، فهي الغاية العظمى التي هفت إليها قلوب المؤمنين، وقد قال الإمام الصادق: (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها، وكانت دنياهم أقلَّ عندهم مما يطوونه بأرجلهم، ولنَعِمُوا بمعرفة الله عز وجل وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله) ([29])

ثم فصل بعض آثار ذلك بقوله: (إن معرفة الله عز وجل أنْسٌ من كل وحشة، وصاحبٌ من كل وحدة، ونورٌ من كل ظلمة، وقوةُ من كل ضعف، وشفاءٌ من كل سقم)([30])

لكني ـ أيها المريد الصادق ـ أريد أن أنبهك إلى أن معرفة الله ليست كمعرفة غيره.. فمعرفة الغير تبدأ بإدراكه وتحديده، بحيث يمكن أن يوصف وصفا شاملا تاما لا مزيد عليه.. أما الله، فيستحيل أن يُعرف بهذا النوع من المعرفة.. ذلك أنه غير محدود، ولا محاط به، ولا يمكن أن يُدرك أبدا..

ولهذا كان لقب [العارف بالله] الذي حننت إليه، لا يحمل معناه بدقة.. بل فيه الكثير


[29] الكافي:8/247.

[30] الكافي:8/247.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست