اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
أما ما يذكرونه من
مشاهدات ورؤى ومعارف لا تصطدم مع النصوص المقدسة.. فهي مما يمكنك الإعراض عنه من
دون أن تتنقده، أو يمكنك قبوله من باب حسن الظن بقائله، أما إن اصطدم معها، أو كان
إضافة مهمة لها؛ فإن دينك يدعوك لردها، ونقدها وتكذيبها.
وكيف لا تفعل ذلك، وقد
ورد في الحديث أن رسول الله a خطب الناس بمنى، فقال: (أيّها الناس، ما
جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم عنّي يخالف كتاب الله فلم أقله)([8])
وسأل بعضهم الإمام
الصادق عن: اختلاف الحديث يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به؟ فقال: (إذا ورد
عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله، أو من قول رسول الله a، وإلا فالذي جاءكم به أولى به)، وفي رواية أخرى: (ما لم يوافق من
الحديث القرآن فهو زخرف)([9])
فإذا كان هذا هو الحال
والموقف من أحاديث نبيك a، وأحاديث أئمة الهدى من بعده؛ فكيف بأحاديث
غيرهم؟
فاحرص ـ أيها المريد
الصادق ـ على المنابع الصافية، واكتف بها؛ فقطرة من المنابع المكدرة قد تفسد عليك
كل شرابك..
واعلم أنه لن يشرب من
حوض النبوة يوم القيامة إلا من صفوا مشاربهم، وابتعدوا عن كل حدث يبعدهم عن هدي
النبوة والورثة الذين أوصى بهم، وقد ورد في الحديث عنه a: (ألا ليذادنّ
رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضّالّ أناديهم: ألا هلمّ! فيقال: إنّهم قد