فإياك أن تبدل أو تغير، أو تضيف من عندك إلى عقائد الدين أو
شرائعه ما لم يدل عليه الدليل؛ فتكون كذلك التلميذ الذي امتحنه أستاذه ببعض
الأسئلة؛ فظن أنه ان اكتفى بما درسه أو بما يجيب به زملاؤه يكون مقصرا، فراح يضيف
من عنده ما لم يثبت، فصار مسخرة عند أستاذة وزملائه، وسبقه أولئك البسطاء الذين
اكتفوا بترديد ما درسوه.
فلا يمكنك أن تصل إلى مراتب الخواص بترديدك لتلك المصطلحات
التي تنسب إليهم، ولا بتلفيقك لتلك الجمل الغامضة التي تحفظ عنهم.. وإنما تصل
إليها بترديدك للأذكار، وتلاوتك للقرآن.. وفتح بصيرتك لتشاهد الحقائق كما هي، لا
كما يصفها لك من يزعم أنه شاهدها.