اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92
شيء لكان
محمولا، ولو كان في شيء لكان
محصورا، ولو كان من شيء لكان
محدثا- أي مخلوقا)([148])
ومثله قال الإمام الكاظم لما ذكر له بعض المجسمة ممن
يزعمون صحبته: (قاتله الله أما علم أن الجسم محدود والكلام غير المتكلم، معاذ الله
وأبرأ إلى الله من هذا القول، لا جسم ولا صورة ولا تحديد وكل شيء سواه مخلوق، إنما
تكون الأشياء بإرادته ومشيئته من غير كلام ولا تردد في نفس ولا نطق بلسان)([149])
وهكذا قال الإمام الرضا: (إنه ليس منا من زعم أن الله عز وجل
جسم، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة، إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه)([150])
ولهذا؛
فإن التأمل والتدبر والتفكير وحده كاف في حماية عقلك ـ أيها المريد الصادق ـ من كل
تلك التشويهات والتحريفات التي أساءت بها بعض الطوائف من هذه الأمة إلى الله؛
فجعلته جرما كالأجرام وجسما كالأجسام؛ فاحذر أن تسلك سبيلهم، أو أن تسلم عقلك
لعقولهم، فهم لا يختلفون عن ذلك العابد الذي حكى الإمام الصادق، والذي راح يشبه
الله بنفسه.
وكذلك
أولئك الذين انحرفوا عن التنزيه والتقديس الذي جاء به القرآن الكريم، وراحوا
ينسبون لله تعالى المكان والأعضاء والحدود والمقادير، مع أن كل ذلك يؤدي إلى
الشرك، بل هو الشرك عينه.
وقد
روي عن الإمام علي أنه قال: (من زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق