اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76
إلا من سار خلف نبيه a، ولم
يؤثر عليه شيئا.
التهليل والتزكية:
ومثلما
كان للتكبير ذلك الفضل العظيم، كان لصنوه [التهليل] ما لا يقل عليه في الفضل، بل
هما قرينان، لا يكاد يذكر أحدهما إلا ذكر معه الآخر، ذلك أن من مقتضيات التكبير
انفراد الله بالعظمة، وبكل صفات الكمال، ومن مقتضيات التوحيد أن يكون الله هو
الأكبر.
ولذلك
كان التهليل من الباقيات الصالحات التي يحبها الله تعالى، قال a: (ما من
الكلام كلمة أحب إلى الله عز وجل من قول لا إله إلا الله، وما من عبد يقول: لا إله
إلا الله يمد بها صوته فيفرغ إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه، كما يتناثر ورق الشجر
تحتها) ([118])
وهذا
الحديث لا يشير فقط إلا تناثر السيئات من سجلات الملائكة، وإنما يشير إلى تناثر
آثارها في النفس الأمارة، كما روي عنه a أنه قال: (كل جبار عنيد من أبى أن
يقول: لا إله إلا الله) ([119])، وهو يعني أن من وحد الله يستحيل أن
يكون جبارا عنيدا.
ولهذا
ورد في الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: (لا إله إلا الله حصني من دخله أمن عذابي) ([120])
واعتبر رسول الله التهليل أفضل عبادة، فقال: (أفضل
العبادة قول لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وخير الدعاء الاستغفار،
ثم تلا: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19]) ([121])