اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72
وأخبر
a عن وصية إبراهيم الخليل أمة رسول الله a به، فقال: (لقيت إبراهيم ليلة
أسري بي فقال: يا محمّد أقرأ أمّتك منّي السّلام، وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة
التّربة عذبة الماء، وأنّها قيعان، وأنّ غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلّا الله والله أكبر)([100])
وأخبر عن مرتبة كلمة التوحيد من
الإيمان، ودورها في تحقيقه، فقال: (الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة فأفضلها
قول لا إله إلا الله)([101])، وهذا الحديث يشير إلى أن كل شعب
الإيمان مؤسسة على كلمة التوحيد، ومتفرعة عنها.
ولم
يكتف رسول الله a، ولا الشريعة الحكيمة بذلك الترغيب العام، الذي قد يجد من يقصر
فيه، وإنما ربطه بالكثير من العبادات والمواطن، وبالصيغة الجهرية، حتى يرددها
المؤمن بكل قوة، ويسمعها لنفسه ولغيره.
فالتكبير
ركن من أركان الصلاة، ولا يدخل المؤمن الصلاة إلا به، يردده عند كل رفع، وخفض، عشرات
المرات كل يوم([102])، لينفي عن نفسه كل ما يتوهم كبره،
وليستطيع أن يقرأ القرآن أو يسبح التسبيحات، وهو موقن بأن ربه هو الأعظم من كل
شيء، فلا يشغله عنه أي شاغل.. وهكذا شرع قبل الصلاة اﻷذان واﻹقامة، وكلاهما
مضمختان بعطر التكبير.. وهكذا شرع بعدها التسبيحات، والتي يختلط فيه التسبيح
بالتحميد بالتكبير.
[102] يبلغ عدد
التكبيرات في المواطن التي لها ارتباط بالصلاة عند الجمهور: (447)، وعند الحنفية
(457)، وعدد التكبيرات في الصلاة المكتوبة (94) تكبيرة؛ قال النووي: (ففي كل صلاة
ثنائية إحدى عشرة تكبيرة؛ وهي: تكبيرة الإحرام وخمس في كل ركعة، وفي الثلاثية سبع
عشرة تكبيرة؛ وهي: تكبيرة الإحرام، وتكبيرة القيام من التشهد الأول، وخمس في كل
ركعة، وفي الرباعية اثنتان وعشرون. ففي المكتوبات الخمس: أربع وتسعون تكبيرة)
[انظر شرحه على صحيح مسلم (4/ 98)]، وعددها في اﻷذان: (30)، وعددها في
اﻹقامة عند الجمهور: (20) وعند الحنفية (30) وعدد التكبير بعد الصلاة (165)
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72