responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 646

النصوص المقدسة من الأذكار والصلوات وغيرها.. ودورهما لا يختلف، فكلاهما يرقي النفس إلى مراتب الكمال المتاحة لها بعد أن يملأها بتلك المعاني الجميلة التي تحويها تلك القصائد.

وقد مررت ـ أيها المريد الصادق ـ ببعض من ذكرت، وهم ينشدون بأصوات جميلة قصيدة يقول صاحبها متغنيا بمحبة الله:

كانت لقلبي أهواءٌ مفرّقة ***   *** فاستجمعَتْ مذْ راءَتك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت احسده ***   *** وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي
ما لامني فيك أحبابي وأعدائي ***   *** إلّا لغفلتهم عن عظم بلوائي
تركتُ للناس دنياهم ودينهم ***   *** شغلاً بحبك يا ديني ودنيائي
أشعلتَ في كبدي نارين واحدة ***   *** بين الضلوع وأخرى بين أحشائي

وقد شعرت بتأثيرها الكبير في نفسي، وأحسب أن كل من يسمعها سيشعر بنفس التأثير، وبذلك فإنها تحدث في النفس نفس ما تحدثه الأذكار من الحضور مع الله، والأنس به، والشوق إليه.. وكل ذلك معان جميلة لا يصح لعاقل أن ينكرها.

وما حصل لي، وربما حصل لك، هو ما حصل للكثير ممن يهتمون بعالم المعاني، ويتأثرون لها، وقد ذكر بعض الحكماء ذلك، فقال: (السماع مهيج لما في القلوب، محرك لما فيها، فلما كانت قلوب القوم معمرة بذكر الله تعالى، صافية من كدر الشهوات، محترقة بحب الله، ليس فيها سواه، كان الشوق والوجد والهيجان والقلق كامن في قلوبهم كمون النار في الزناد، فلا تظهر إلا بمصادفة ما يشاكلها، فمراد القوم فيما يسمعون إنما هو مصادف ما في قلوبهم، فيستثيره بصدمة طروقه، وقوة سلطانه، فتعجز القلوب عن الثبوت عن اصطدامه،

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 646
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست