اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 639
ولم ينكر عليهم، وفي قصة كعب بن
زهير كفاية لمن تدبرها كيف استمع منه النبيّ a قصيدته المعروفة (بانت
سعاد)، مع ما فيها من التغزّلات، وكيف جزاه بالعفو والبردة زيادة له عن تقريره له
في إنشاد الشعر بحضرته([1265]).
ومن ذلك ما حدث به أنس أن
النبي a كان في سفره وكان غلام يحدو به، يقال له
أنجشة، فقال النبي a: (رويدك يا أنجشة سوقك
بالقوارير) ([1266])، وهو يشير إلى
التأثير النفسي الذي يحدثه الحداء والصوت الحسن في النفس.
وحدث عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن
كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت: أي صاحبا
رسول الله a ومن
أهل بدر يُفعل هذا عندكم؟!... فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا وإن شئت فاذهب فإنه
قد رخص لنا في اللهو عن العرس([1267])..
وغيرها من النصوص الكثيرة
التي يفهم منها مشروعية الغناء والإنشاد والحداء والشعر وكل الممارسات التي
يمارسها من يستعملون هذه الوسيلة في الترويح عن أنفسهم من الطرق الشرعية الحلال.
وقد
ذكر بعض الحكماء مستغربا تحريم مثل هذا الذي لم يرد أي دليل صريح على حرمته، فقال:
(إن الغناء اجتمعت فيه معان ينبغي أن يبحث عن أفرادها ثم عن مجموعها، فإنّ فيه
سماع صوت طيب موزون مفهوم المعنى محرك للقلب، فالوصف الأعم أنه صوت طيب، ثم الطيب
ينقسم إلى الموزون وغيره. والموزون ينقسم إلى المفهوم كالأشعار، وإلى