responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 637

الترویح لروحی

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما يمارسه بعض السالكين من مزج ذكر الله تعالى أو الصلاة على رسوله a بالشعر والغناء، وعقد المجالس الخاصة بذلك، والتي قد يتمايل فيها الحضور طربا مثلما يحصل في مجالس اللهو والطرب، ويعتبرون ذلك من ميسرات السلوك، والمعينات عليه.

وذكرت لي أدلة من ينكر ذلك، ويعتبرونه ضلالة وبدعة محرمة، تتنافى مع السلوك إلى الله تعالى، والذي يلزم فيه الوقار والورع والاحتياط.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن التحاكم في مثل هذه الأشياء وغيرها، لا يعود للأمزجة، وإنما للشريعة؛ فهي التي تفرق بين ما يرضاه الله، وما يسخط عليه.

ولذلك فقد نظرت بتأن وتدبر فيما ذكرت من أدلة المحرمين لذلك؛ فلم أجد دليلا واحدا مقنعا.. ومن الأمثلة على ذلك استدلالهم بقوله تعالى: ﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)﴾ [النجم: 59 - 61]، وأن ابن عباس فسر (سامدون) بالغناء بلغة حمير، فإن هذا ـ مع كونه ليس دليلا، فالتفسير ليس قرآنا، وإنما هو فهم ورأي ـ إلا أن ذلك يستدعي أن يحرَّم الضحك وعدم البكاء أيضا، لأن الآية الكريم ذكرت الضحك والبكاء.

ومثل ذلك ما ذكرت عن بعضهم من استدلاله بقوله تعالى: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ [الشعراء: 224]، فإن الآية الكريمة تقصد ذلك الشعر المستخدم في أغراض غير شرعية، ولهذا ورد الاستثناء بعد ذلك في قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ [الشعراء: 227]، فهذه الآية

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 637
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست