اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 632
وعندما سمع بعضهم يشكك في
قتل الإمام الحسين، ويذكر أنه شبِّه
لهم، قال: (والله، لقد قتل الحسين، وقتل من كان خيراً من الحسين، أمير المؤمنين،
والحسن بن علي، وما منا إلا مقتول، وإني ـ والله ـ لمقتول بالسم باغتيال من
يغتالني)([1255])
ثم رد على من اعتمد على
قوله تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ الله لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
سَبِيلًا﴾ [النساء: 141] لنفي قتل الإمام
الحسين بقوله: (لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن
كفار قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه
سبيلا من طريق الحجة)
وروي أن الإمام الحسن بن علي قال في
مرضه الذي توفي فيه: (والله، إنه لعهد عهده إلينا رسول الله a أن
هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة، ما منا إلا مسموم، أو مقتول)([1256])
وكل ذلك بسبب ذلك الوقوف
الشديد في وجه الجور والظلم والاستبداد وكل من يمثلهم، لحفظ دين الله من أن يصبح
أداة من أدوات الظلمة مثلما حصل في الأديان الأخرى.
وكنموذج
لذلك ينفي كل تلك الترهات التي ينطق بها من لا يعرفون الولاية ولا مراتبها ما قاله
الإمام الحسين، وهو سيد شباب أهل الجنة، في تفسير سبب خروجه على الظلمة
والمستبدين، فقد قال في وصيته: (إنّي لمْ أخرج أشِرَاً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا
ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي a؛ أُريد أنْ آمر بالمعروف
وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ
فالله أولى بالحقّ، ومَنْ