responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 619

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: ﴿أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (لقمان:17)

لأن مواجهة الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستدعي مواجهة الناس في العادة لهذا الآمر بأصناف الأذى، لأن هذا الناصح المحتسب لا يواجه عقول الناس بقدر ما يواجه مواطن الشر فيهم، وهي مواطن تأخذها الحمية ويستفزها الشيطان، فلا تسكت عن هذا الآمر المحتسب.

ولهذا أخبر تعالى عن سنته في المرسلين أنهم يتعرضون لكل أنواع البلاء، قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (الاسراء:76)، ثم قال بعدها مبينا أن هذا سنته في من أرسل من خلقه: ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً﴾ (الاسراء:77)

وأخبر تعالى أنهم كانوا يقولون لأقوامهم، وهم يواجهونهم بأنواع البلاء: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (ابراهيم:12)

والصبر المراد هنا ليس الصبر في مواضع المحن فقط، وإنما الصبر في جميع ميادين الحياة، ذلك أن التعامل مع الناس يحتاج إلى قوة عظيمة، ولذلك فإن القرآن الكريم يشير إلى أن معاناة موسى عليه السلام مع قومه بعد نجاتهم من فرعون أعظم من صبره على كيد فرعون وزبانيته.

ولهذا كان a يتمثل ذكراه عندما يصيبه أي بلاء، ففي الحديث أنه: لما كان يوم حنين آثر رَسُول اللَّهِ a ناسا في القسمة: فأعطى الأقرع بن حابس مائة مِنْ الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناسا مِنْ أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة. فقال

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 619
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست