اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 615
النَّاصِحِينَ&﴾
(القصص:20)، وقال عن صاحب الرسل: ﴿وَجَاءَ
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ﴾ (يّـس:20)، وقال عن صاحب محمد a: ﴿وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى﴾
(عبس:8)
والمؤمن
لهذا الاجتهاد والسعي الذي يمشي به في الناس هو في الحقيقة نور يضيء ظلمات
المجتمع، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا
لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ
بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:122)
ولهذا
تضمنت وصية لقمان عليه السلام الحض على هذا النوع من التربية، قال تعالى: ﴿يَا
بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾
(لقمان:17)
وبناء
على هذه النصوص المقدسة، وغيرها كثير؛ فإن للمخالطة ـ بشروطها وضوابطها الشرعية ـ
دور تربوي كبير، يكمل الأدوار التي تقوم بها العزلة الشرعية.. فكلاهما منهجان
يستعملان في المحال المناسبة لهما.
وهما
يشبهان بذلك دور الجندي الذي لا ينزل إلى المعركة إلا بعد أن يعتزل الحرب، ويدرب
نفسه بكل القدرات التي تمكنه من الانتصار.
أو
مثل المريض الذي لا يخرج من المستشفى إلا بعد أن يكتمل علاجه، حتى لا يصاب من جديد
بالعدوى، أو حتى لا ينقل مرضه إلى غيره.
وسأشرح
لك كلا الدورين من خلال ما ورد في النصوص المقدسة، وما ذكره الحكماء.
المخالطة والتزكية:
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 615