وقال
عن المنافقين من أصحاب موسى u: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا
لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ
فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (المائدة:24)
ولهذا
يأمر المؤمنين بالنفير مهما كانت أحوالهم، فيقول: ﴿انْفِرُوا خِفَافاً
وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:41)، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً﴾
(النساء:71)
بل
يتشدد عليهم، فيتوعدهم بالعذاب الأليم إن لم ينفروا، قال تعالى: ﴿إِلاّ
تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ
وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
(التوبة:39)
وهو
نفير لا يقتصر على نفير الجيش فقط، بل هو نفير يشمل الحياة جميعا، فلكل من في هذه
الحياة طاقته التي يخدم الأمة من خلالها، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ
الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ
مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا
رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة:122)
والنفير
يقتضي المخالطة والسعي والاجتهاد، فلذلك يرد في القرآن الكريم الترغيب في السعي
بأجمل صيغ التعبير، قال تعالى عن صاحب موسى عليه السلام﴿وَجَاءَ رَجُلٌ
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 614