اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 605
إليه، فحينئذ يقول: (هذا خالص لي فيقبله
بكرمه)([1214])
وقال
الإمام الصادق: (إن الله جلّ وعزّ أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: (إن أحببت
أن تلقاني غداّ في حظيرة القدس، فكن في الدنيا وحيداً غريباً مهموماً محزوناً
مستوحشاً من الناس، بمنزلة الطير الواحد، الذي يطير في أرض القفار، ويأكل من رؤوس
الأشجار، ويشرب من ماء العيون، فإذا كان الليل آوى وحده ولم يأو مع الطيور، أستأنس
بربّه، واستوحش من الطيور)([1215])
وقال:
(إن قدرتم أن لا تُعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثن عليك الناس ؟.. وما عليك أن
تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا ؟!)([1216])
وقال:
(إنّ من أغبط أوليائي عندي عبدا مؤمنا إذا حظّ من صلاح أحسن عبادة ربه، وعَبَد
الله في السريرة وكان غامضا في الناس، فلم يُشر إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا
فصبر عليه، تعجّلت به المنية فقلّ تراثه، وقلّت بواكيه ـ ثلاثا ـ)([1217])
وقال:
(طوبى لعبد نوومة، عرف الناس قبل معرفتهم به)([1218])
وقال:
(ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له من إيمانه أنسا يسكن إليه، حتى لو كان على قُلّة
جبل لم يستوحش)([1219])
وقال
الإمام الكاظم في وصيته لهشام بن الحكم: (يا هشام.. الصبر على الوحدة