وقال: (يوشك
أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من
الفتن)([1211])
وذكر
النبي a
بعض الفتن، فسئل: يا رسول الله،من خير الناس فيها؟
قال:(رجلٌ في ماشية يؤدي حقها ويعبد ربه، ورجلٌ آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخوفونه)([1212])
وإياك
ـ أيها المريد الصادق ـ أن تفهم من هذه الأحاديث القعود عن نصرة أهل الحق إن
عرفتهم بأوصافهم التي ذكرها القرآن الكريم، مثلما فعل أولئك الذين قعدوا عن نصرة
الإمام علي، بحجة اعتزال الفتن، مع أن رسول الله a ذكر لهم الآيات
والعلامات الدالة على أهل الحق، وأوجب عليهم نصرتهم.
ولذلك
لا تجوز العزلة إلا عند اختلاط الأمور، وعدم تبين الحق من الباطل، أما عند التمييز
بينهما، والقدرة على نصرة الحق؛ فإن الحياد والاعتزال ليس سوى نصرة للباطل.
وإلى
النوع من العزلة أيضا ما ورد في كلمات أئمة الهدى التي ترغب في العزلة، وتعتبرها
السبيل إلى النجاة من الفتن، كما قال الإمام
علي: (قال عيسى بن مريم: (طوبى لمن كان صمته فكرا، ونظره عبرا، ووسعه بيته، وبكى
على خطيئته، وسلم الناس من يده ولسانه)([1213])
وقال
الإمام الباقر: (لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كلهم