اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 586
: (يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس
التي تتباهى بها الملائكة) ([1177])
بالإضافة
إلى ذلك؛ فإن تلك المجالس تدخل ضمن مصاديق قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:
2]
ذلك
أن الشيطان قد يغلب بعض النفوس ويستحوذ عليها، وحينها تحتاج إلى جهة خارجية
تنقذها، وتلك المجالس من تلك الجهات، وأشرفها، وقد قال رسول الله a: (من
ولّاه الله عزّ وجلّ من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق، فإن نسي
ذكّره وإن ذكر أعانه)([1178])
وفي
حديث آخر قال a: (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفّ عليه ضيعته ويحوطه من
ورائه)([1179])
وقال
a: (ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن
عنده)([1180])
فهذا الحديث ـ أيها المريد الصادق ـ يدل
على أن مجالس الإيمان نوعان:
أحدهما: الاجتماع على
قراءة القرآن الكريم وذكر الله.
وثانيهما: الاجتماع لتدارس
القرآن الكريم وسماع المواعظ والتذكيرات.
وسأشرح لك كلا النوعين،
وما ورد فيهما من النصوص المقدسة.
مجالس الذكر:
أما
المجالس الأولى ـ أيها المريد الصادق ـ فقد أشار إليها، وإلى شرعيتها الكثير من