اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 585
مجالس الایمان
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المجالس التي يجتمع فيها المؤمنون للذكر وقراءة القرآن
الكريم وسماع المواعظ وغيرها، ودورها في التزكية والترقية.. وكيفية الرد على من
يحكمون على بعضها بالبدعة بحجة عدم إقامة من يسمونهم سلفا لها.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن من مقاصد الشريعة الكبرى عدم الاكتفاء بتزكية الأفراد، وإنما
تزكية المجتمع جميعا، ذلك أنه لا يساهم فقط في توفير البيئة الصالحة للتربية،
وإنما يساهم أيضا في تيسير السلوك، وتحقيق الترقي في معارج الكمال.. فالنفوس يعدي
بعضها بعضا، ويؤثر بعضها في بعض.
ولذلك أثنى الله تعالى على
إسماعيل عليه السلام بسبب أمره أهله بالصلاة والزكاة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا
نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ
عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: 54، 55]
ومثل ذلك أمر رسول الله a
بأن يفعل، قال تعالى:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ
عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾
[طه: 132]
ولذلك؛ فإن الاجتماع على
الذكر والتذكير والمواعظ وغيرها من الوسائل الكبرى المعينة للتزكية، بشرط توافقها
مع ضوابط الشريعة، حتى لا تخرج إلى البدعة.
وقد
ورد في الحديث عن عبد الله بن رواحة أنه كان إذا لقي الرجل من أصحابه، يقول: (تعال
نؤمن بربنا ساعة)، فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل، فجاء إلى النبي a، فقال:
يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبي a
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 585