اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 587
النصوص المقدسة، ولا عبرة بفعل السلف،
ولا بتركهم، إذا ثبت النص، ذلك أن العبرة بأقوال رسول الله a، ومن أمرنا بالاستنان بسننهم، لا
بغيرهم.
ومن
تلك النصوص الصريحة في مشروعية تلك المجالس قوله a في الحديث القدسي: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي
بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته
في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت
إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) ([1181])
فمصاديق هذا الحديث تنطبق
على كل المعاني التي تدل على الذكر في الملأ، وهي إما أن يذكر وهم يسمعون، أو
يذكرون جميعا، مثلما يُفعل في التلبية في الحج.. فكل ذلك صحيح ووجيه وشرعي.
ومن
تلك الأحاديث قوله a: (إن
لله تعالى ملائكة سيارة، يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر، قعدوا
معهم، وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا
تفرقوا عرجوا؛ فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم: من أين جئتم ؟ فيقولون: جئنا من
عند عبادك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك)، وفي نهاية
الحديث يقول الله تعالى: (قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا) ([1182])
فهذا
الحديث يدل على فضل الاجتماع للذكر، والجهر به من أهل الذكر جميعاً، لأنه قال:
يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك) بصيغة الجمع، والتي تدل على
ترديد جميعهم للأذكار في نفس الوقت.. وحتى لو أريد غير ذلك؛ فإن الحديث