اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
تدع ذكري على كلّ حال، فإنّ كثرة المال
تنسي الذنوب، وإنّ ترك ذكري يقسي القلوب)([71])،
وفي مناجاة أخرى: (يا موسى، لا تنسني على كلّ حال، فإنّ نسياني يميت القلب)
وروي
أنه سأل ربّه فقال: يا ربّ، أ قريب أنت منّي فاناجيك أم بعيد فاناديك، فأوحى الله
عزّ وجلّ إليه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، فقال موسى: فمن في سترك يوم لا ستر
إلّا سترك؟ فقال: الذين يذكرونني فأذكرهم ويتحابّون فيّ فأحبّهم، فأولئك الذين إذا
أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم بهم([72]).
وروي
أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السّلام: (يا داود، من أحبّ حبيبا صدّق قوله،
ومن رضي بحبيب رضى بفعله، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه، ومن اشتاق إلى حبيب جدّ في
السير إليه.. يا داود، ذكري للذاكرين، وجنّتي للمطيعين، وحبّي للمشتاقين، وأنا
خاصّة للمحبّين.. أهل طاعتي في ضيافتي، وأهل شكري في زيادتي، وأهل ذكري في نعمتي،
وأهل معصيتي لا آيسهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن دعوا فأنا مجيبهم، وإن
مرضوا فأنا طبيبهم، أداويهم بالمحن والمصائب، ولأطهّرهم من الذنوب والمعايب)([73])
وروي
أن لقمان قال لابنه: (يا بنيّ، اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله
جلّ وعزّ فاجلس معهم، فإن تكن عالما نفعك علمك، وإن تكن جاهلا علّموك، ولعلّ الله
أن يظلّهم برحمته فيعمّك معهم، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإن
تكن عالما لم ينفعك علمك، وإن كنت جاهلا يزيدوك جهلا، ولعلّ الله أن يظلّهم بعقوبة
فيعمّك معهم)([74])