responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57

وهذه الأحاديث ـ أيها المريد الصادق ـ تشير إلى الدور التربوي للذكر، ذلك أن الذاكر بحضوره مع الله يفر منه الشيطان، وتتوفر له البيئة المناسبة للصلاح، ذلك أن كل الانحرافات التي يقع فيها الإنسان بذور من إلهامات الشياطين.

ولذلك كان فرار الشيطان مشابها لعزل المريض الذي أصيب بأي نوع من أنواع الجراثيم من البيئة التي تسببت له في ذلك، ووضعه في بيئة معقمة تيسر عليه الشفاء.

وهكذا يمكنك أن تفهم من جميع النصوص المقدسة الواردة في فضل الذكر؛ فهي لا تتحدث عن فضل غيبي فقط، وإنما تتحدث عن دور حقيقي تكويني يقوم به في تصفية الإنسان وتطهيره وتزكيته وترقيته، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]

فالآية الكريمة تربط بين الغفلة عن ذكر الله واتباع الهوى، واختلاط الأمور على صاحبها، باعتبار أن كل ما حصل له كان بسبب غفلته عن الله، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر: 19]، وقال عن المنافقين: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]

وأخبر عن استحواذ الشيطان على الإنسان بسبب غفلته عن الله، فقال: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المجادلة: 19]

ولهذا كانت الغفلة عن ذكر الله أعظم أسباب موت القلوب ومرضها وقسوتها، وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السّلام قوله: (يا موسى، لا تفرح بكثرة المال ولا

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست