اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 578
الشاخص
الذي ينتظر منك الاذن وحلول الامر، فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور. وميكائيل ذو
الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك. وجبريل الامين على وحيك، المطاع في أهل
سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك، والروح الذي هو على ملائكة الحجب، والروح الذي
هو من أمرك. اللهم فصل عليهم وعلى الملائكة الذين من دونهم من سكان سماواتك وأهل
الامانة على رسالاتك، والذين لا تدخلهم سأمة من دؤوب، ولا إعياء من لغوب ولا فتور،
ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات، ولا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات، الخشع الابصار
فلا يرومون النظر إليك، النواكس الاذقان الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك
المستهترون بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريآئك والذين يقولون إذا
نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. فصل عليهم وعلى
الروحانيين من ملائكتك، وأهل الزلفة عندك، وحمال الغيب إلى رسلك، والمؤتمنين على
وحيك وقبائل الملائكة الذين اختصصتهم لنفسك) ([1162])
فاحرص
على أمثال هذه الصلوات التي تنبهك إليهم، وإلى نعمة الله تعالى عليك بصحبتهم، حتى
تكون من أهل قوله تعالى: ﴿إنَّ الذين قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ
استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهِمْ الملائِكَةُ أنْ لا تخافوا ولا تحزَنُوا وأبْشِروا
بالجَنَّةِ التي كنتم توعَدُونَ. نحنُ أولياؤكُم في الحياة الدنيا وفي الآخِرة﴾
[فصلت: 30 ـ 31]
المسارعة والمنافسة:
أما
الصحبة الثانية ـ أيها المريد الصادق ـ وهي صحبة المسارعة والمنافسة والتسابق في
الخيرات؛ فهي مرتبطة بالمؤمنين، وفي كل الأزمنة والأمكنة؛ كما قال تعالى: ﴿وَفِي
ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26]