responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 579

والآية، كما ترى عامة تشمل كل الأزمنة والأمكنة والمجالات.. فلذلك إن كان المسابق عابدا فهم منها السباق الجاري بين العابدين.. وإن كان عالما فهم منها السباق القائم بين العلماء.. وهكذا تشمل الآية كل أنواع السباق حتى السباق القائم بين الدول.

ولذلك قال الإمام الصادق: (إذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في الاجتهاد، فوبخ نفسك ولمها وعيرها وحثها على الازدياد عليه، واجعل لها زماما من الامر، وعنانا من النهي وسقها كالرائض للفاره الذي لايذهب عليها خطوة منها إلا وقد صحح أولها وآخرها وكان رسول الله a يصلي حتى تتروم قدماه، ويقول: أفلا أكون عبدا شكورا أراد أن يعتبر به امته، فلا تغفلوا عن الاجتهاد، والتعبد والرياضة بحال، ألا وإنك لو وجدت حلاوة عبادة الله، ورأيت بركاتها، واستضأت بنورها، لم تصبر عنها ساعة واحدة، ولو قطعت إربا إربا. فما أعرض من أعرض عنها إلا بحرمان فوائد السبق من العصمة والتوفيق) ([1163])

ولذلك ورد الثناء في القرآن الكريم على أصناف الصالحين حتى يجري التنافس بين المؤمنين في الفوز بأعلى المراتب..

ومثل ذلك ورد في أحاديث رسول الله a ما يدل على ذلك، ومنه قوله a لأصحابه حثا لهم على الصبر والثبات: (قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) ([1164])


[1163] بحار الأنوار (70/ 69)

[1164] رواه البخاري.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست