اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 577
على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة
ورضوان. اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن
في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم
حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والاولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء
في تثبيت نبوته، وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في
مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في
ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا
الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم،
وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم. اللهم وأوصل
إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالايمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم، ومضوا على شاكلتهم، لم
يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام بهداية منارهم،
مكانفين وموازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم)([1161])
فاحرص
ـ أيها المريد الصادق ـ على هذه الصلاة وأمثالها؛ ففيها من المعاني ما يملأ قلبك
بمحبتهم، ويهيئ نفسك لصحبتهم.
وهكذا..
احرص ـ أيها المريد الصادق ـ على صحبة ملائكة الله؛ فلم يثن الله تعالى عليهم في
القرآن الكريم إلا لتصحبهم، وتمتلئ محبة وشوقا إليهم.
ومن
دعاء الإمام السجاد في الصلاة عليهم: (اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من
تسبيحك، ولا يسأمون من تقديسك، ولا يستحسرون من عبادتك، ولا يؤثرون التقصير على
الجد في أمرك، ولا يغفلون عن الوله إليك. وإسرافيل صاحب الصور،