اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 575
: (ما أعددت لها ؟) قال: (ولا صدقة، ولكني
أحب الله ورسوله)، قال:(فأنت مع من أحببت)([1153])
فهذا
الحديث الشريف يربط المعية برسول الله a بمحبته.. فكل من أحبه، فهو معه،
كان في زمانه a، أو لم يكن في زمانه.
بل
إن رسول الله a أخبر عن إمكانية التواصل معه في كل زمان عبر هذه الوسيلة العظيمة،
وسيلة المحبة والشوق والعواطف النبيلة، فقال: (وددت أني لقيت إخواني)، فقال له أصحابه:
أوليس نحن إخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)([1154])
وفي
رواية: (ومتى ألقى إخواني؟)، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: (بل أنتم
أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)([1155])
بل
ورد في أحاديث أخرى كثيرة ما يدل على المكانة الرفيعة التي يحظى بها من لم يتشرف
برؤيته a في الدنيا، وأنها لا تقل عن مكانة صحابته، فقد ورد في الحديث
الشريف عن النبي a قال: (من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي، يودُّ أحدهم لو رآني
بأهله وماله)([1156])
وفي
حديث آخر أن النبي a قال: (إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يكونون أو يجيئون، وفي رواية -
يخرجون بعدي- يود ّأحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني)([1157])