اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 574
الله ثم الصلاة على النبي a ثم دعوت لنفسي، فقال النبي a: (سل تعطه، سل تعطه)([1149])
هذا
هو الطريق الأول للتواصل والمعية مع رسول الله a.. أما الطريق الثاني؛ فهو التأسي
به، والتخلق بأخلاقه، فقد قال a مبينا دور ذلك في القرب منه: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا
يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون
والمتشدقون والمتفيهقون)([1150])
فهذا
الحديث يحدد حسن الخلق مقياسا لمكانة المؤمن من رسول الله a، وهو مما لا علاقة له لا بالمكان،
ولا بالزمان.
ومثله
قوله a: (خياركم أحاسنكم أخلاقا)([1151]) فقد ربط a الخيرية
في هذه الأمة، وفي غيرها من الأمم بالأخلاق الحسنة.
أما
الطريق الثالث.. وهو نتيجة للطريقين السابقين، فهو محبة رسول الله a التي
تملأ الوجدان بكل العواطف النبيلة، ومما يروى في ذلك أن رجلا جاء إلى النبي a فقال: يا رسول الله: إنك
لأحبُّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر
حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك وعرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعتَ مع
النبيئين، وإني إذا دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ النبي a حتى نزل جبريل بهذه الآية:
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]([1152])
وفي
حديث آخر أن رجلا قال لرسول الله a: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال
رسول الله a