بل ورد في حديث آخر ما هو أعظم من ذلك كله، فقد قال a يحكي عن الله تعالى: (من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت
عليه)([1140])
هل رأيت ـ أيها المريد الصادق ـ عظمة الصلاة على رسول الله a..
وهل رأيت تكريما للملتزم بها أعظم من هذا التكريم.. الله خالق كل شيء، ومالك كل
شيء، وملك كل شيء يربط صلاته وسلامه علينا بصلاتنا وسلامنا على نبيه a.
وهكذا أخبر a أن الملائكة لا تزال تصلي
على الذي يصلي عليه، فقال: (من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى
علي، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر)([1141])
وأخبر a أن الذين يصلون عليه هم
أولى الناس به، وبشفاعته يوم القيامة، فقال: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم
علي صلاة)([1142])
وفي حديث آخر قال a: (إذا سمعتم المؤذن،
فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم
سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة من الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن
أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة)([1143])
وأخبر
a عن الأجور الكثيرة بأنواعها
المختلفة التي أعدها الله لمن يصلون عليه، فقال: (من صلى علي من أمتي صلاة مخلصًا
من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه