اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 571
موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا، من صلى
علي مائة مرة في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج
الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل
عليكم الهدايا يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته فأثبته عندي في صحيفة
بيضاء)([1137])
فهذا
الحديث يرسم خطة واضحة للمعية لا علاقة لها بالزمان، ولا بالمكان، بل علاقتها فقط
بمدى التواصل مع رسول الله a، والذي تمثل الصلاة عليه أحد أهم مقوماته.
ولذلك
فإن الصلاة على رسول الله a من أعظم المدارس التربوية، لدورها الكبير في التواصل الروحي مع
سيد الأنبياء، وإمام الأئمة رسول الله a، ويدل لهذا ما ورد من النصوص
المقدسة الكثيرة في فضلها كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (الأحزاب:56)
وأخبر a أن أول جزاء يناله من صلى
عليه، أن يصلي الله عليه، وصلاة الله على عباده تعني تطهيرهم وتزكيتهم وترقيتهم،
ففي الحديث قال رسول الله a: (من صلى علي صلاة واحدة
صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات)([1138])، وحط الخطايا لا
يعني محوها من سجل السيئات فقط، وإنما يعني محوها من صفحة النفس، وبذلك يُزال
الران على القلب، لتنكشف له الحقائق التي كانت محجوبة عنه.
وفي
حديث آخر قال a: (إنه أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول
إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد