responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 570

ولذلك فإن المطلوب ليس حبهم فقط، وإنما سلوك سبيلهم؛ فهم السراط المستقيم الذين يضل من انحرف عنه، كما قال تعالى بعد ذكر أسماء بعضهم: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام: 90)

وقال عن رسول الله a: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب:21)

وقال رسول الله a داعيا إلى التأسي بأئمة الهدى من بعده: (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)([1136])

وأشرف مصاديق هذه الصحبة صحبة رسول الله a، وهي صحبة ممتدة في المكان والزمان، ويمكن أن تتحقق لكل من يحب ذلك، فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على أن تكون من أهلها حتى يتحقق فيك قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: 29]؛ فقد أخبر الله تعالى عن مصاديق تلك المعية من الصفات، وكل من اتصف بها كان من أهلها.

لقد قال الله تعالى يذكر ذلك: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح: 29]

وأخبر رسول الله a عن أقرب الناس إليه؛ فلم يذكر زمانا، ولا مكانا، وإنما ذكر من الصفات ما يمكن لأي شخص أن يقوم به، فقال: (إن أقربكم مني يوم القيامة في كل


[1136] رواه أبو داود (5/ 5)، والترمذي (16/ 2676)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 570
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست