responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 569

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن كيفية التحقق بتلك الصحبة الشريفة، يتنوع بتنوع المصاحبين، وهما نوعان:

أولهما: من أوصلهم الله تعالى إلى أعلى مراتب الكمال، فصاروا بذلك قدوة وأسوة لخلقه، من الأنبياء وأئمة الهدى، وصحبة هؤلاء تكون بالتواصل الروحي معهم، وبالتأسي والطاعة لهم.

ثانيهما: من كانوا من المجتهدين في الطاعات، وكان لهم اقتداء بأنبيائهم عليهم السلام، وصحبة هؤلاء تكون بالتنافس والمسارعة والتعاون معهم على الخيرات.

وبما أن الدنيا كلها مدرسة ربانية لتخريج الصالحين، فإنه يمكن اعتبار الأولين أساتذة في هذه المدرسة، واعتبار غيرهم تلاميذ فيها، ولا يصح أن يتتلمذ التلميذ على زميله، وإنما على أستاذه.

وإنما ذكرت لك هذا التفريق ـ أيها المريد الصادق ـ حتى لا تقع فيما وقع فيه بعضهم من المبالغة في حال بعض التلاميذ ممن يعتقدون صلاحهم؛ فراحوا يطيعونهم في كل شيء، ويلغون بذلك علاقتهم مع أساتذتهم الذين أمروا بالتأسي بهم دون غيرهم.

بناء على هذا، سأشرح لك كيفية التعامل مع كلا الصنفين؛ فأعرني سمع قلبك، لأبث لك ما ورد في ذلك من النصوص المقدسة، مما يدلك على دور تلك الصحبة الشريفة في التزكية والترقية.

التواصل والتأسي:

أما الصحبة الأولى ـ أيها المريد الصادق ـ وهي صحبة التواصل الروحي والتأسي العملي، فإنها خاصة بأولئك الذين بوأهم الله تعالى تلك المراتب الرفيعة؛ فصاروا أئمة للهداية، وأعلاما للتقوى، ولذلك صار القرب منهم قربا من الله تعالى.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست