responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 545

الرغبه والطمع

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الرغبة والطمع في فضل الله، وعلاقته بالتزكية والترقية، وعلاقته قبل ذلك بالإخلاص والتجرد، وهل يتنافيان ويتناقضان معهما، أم لكل منهما محله الخاص به؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الإخلاص والتجرد لا يتنافيان مع الرغبة والطمع في حد ذاتهما، وإنما باعتبار موقف المتحلي بهما؛ فإن كان قصده من العمل الرغبة والطمع المجردين، بحيث لو لم يُوفر له ما يرغب فيه يترك العمل؛ فإن ذلك قادح في الإخلاص ومؤثر فيه؛ فقصد العمل في الحقيقة ليس ذات الذي طلب منه العمل، وإنما تلك المطامع والأجور التي وفرها له.

وعلى هذا يحمل قول الإمام علي: (إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار)([1089])

وقول الإمام الصادق: (العبّاد ثلاثه: قوم عبدوا اللّه عزّ وجلّ خوفا، فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا اللّه تبارك وتعالى طلبا للثّواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا اللّه عزّ وجلّ حبّا له فتلك عبادة الأحرار)([1090])

وقول الإمام الباقر: (إنّ الناس يعبدون اللّه على ثلاثة أوجه، فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه خوفا من النار، فتلك عبادة العبيد وهي رهبة، ولكنّى أعبده حبّا له عزّ وجلّ فتلك عبادة الكرام) ([1091])


[1089] نهج البلاغة ج 2 ص 197.

[1090] اصول الكافي، ج 2، ص 84.

[1091] علل الشرائع، ج 1، ص 41.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست