ومن
هذه الأصناف القارئة المنيبون والمتقون، قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ
آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا
مَنْ يُنِيبُ﴾ (غافر:13)
ومنهم
العابدون الموحدون، قال تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا
لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (فصلت:37)
ومنهم
الشاكرون الحامدون، قال تعالى:﴿وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ﴾ (القصص:73)
وقد
يجمع القرآن الكريم بين هذه الأصناف في نسق واحد، كما ورد في قوله تعالى:﴿إِنَّ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ(3) وَفِي خَلْقِكُمْ
وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ(4) وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ(5)﴾ (الجاثـية)
ونرى
أن التأمل والتعمق في فواصل هذه الآيات يكشف عن معارف جليلة ترتبط بهذه الأصناف،
ونوع المكونات التي تتأملها، وطريقة تأملها، وهو تصنيف أساسي له علاقة كبيرة
بالسلوك، وقد نتحدث عنه في المناسبات المرتبطة به.