responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 542

ونلاحظ في هذه الآية الكريمة التفصيل في ذكر أنواع المكونات، ثم الإخبار بأن هذه الآيات خاصة بالذين يعقلون، وفي ذلك إشارة إلى الفريق الثاني ممن يستفيدون من آيات الله، وهم الذين يستعملون عقولهم في الاستدلال على الخالق، وقد مثل هؤلاء علماء التوحيد والكلام، بخلاف الآيات السابقة التي عبرت عن العقل باللب.

ومثل هذه الآية ما ورد من تفاصيل قد لا يدرك أكثرها إلا العلماء المختصون، والمعبر عنهم في القرآن الكريم بالذين يعقلون، قال تعالى:﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (الرعد:4)

ومن الأصناف القارئة لكتاب الكون صنف المفكرين، وهم الذين يمزجون بين الرؤى المختلفة للكون ليستنتجوا منها المعارف الإلهية، قال تعالى عنهم:﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(3)﴾ (الرعد: 3)

ومن الأصناف القارئة لكتاب الكون أصحاب الحواس المرهفة، أو الذين شفت حواسهم لتدرك ما يختزن الظاهر من حقائق الباطن، قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ(67)﴾ (يونس: 67)

ومن الأصناف القارئة لكتاب الكون العلماء، قال تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ (الروم:22)

وقد قصر الخشية من الله على هؤلاء، قال تعالى بعد تعداد آيات الكون:﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ (فاطر:28)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 542
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست