responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 527

الاعتبار والاستبصار

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الاعتبار والاستبصار اللذين ورد ذكرهما والدعوة إليهما في النصوص المقدسة، وعلاقتهما بالفكر والتأمل، وعلاقتهما بالتزكية والترقية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الاعتبار والاستبصار آلتان من الآلات التي يستعملها الفكر في التعرف على الحقائق والقيم، وسلوكها نتيجة لذلك.

ودورهما لا يكتفي بالتعرف على حقائق الأشياء، وإنما يتعداه إلى تهذيب النفس وتزكيتها وتحقيقها بالقيم الرفيعة التي تتيح لها الترقي في مراتب الكمال المهيأة لها.

والافتقار إلى هاتين الآلتين يجعل الإنسان يمر بالتجارب المختلفة، ويرى بعينيه كل أصناف الآيات، ثم لا يعبر منها إلى الرسائل المنطوية داخلها؛ فيعمى عن الحق، بعد أن أتيح له أن يبصره بعينيه.

ولذلك فإن الاعتبار والاستبصار هما اللذان يمكنان النفس من العبور من الظواهر إلى البواطن.. ومن الحروف إلى المعاني.. ومن السطحية في التعامل مع الأشياء إلى العمق.. وبذلك يتحول العابر إلى بصير بالأشياء، وليس مجرد صاحب علم بها.

ولذلك ورد في النصوص المقدسة الدعوة إلى الاعتبار، وفي كل شيء.. ذلك أن لله تعالى في كل شيء رسائل يرسلها إلى عباده، ليعرفوه من خلالها، وليزكوا أنفسهم ويطهروها.

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً ل

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست