وروي
أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: (أن أبلغ قومك أنّه ليس من عبدٍ منهم
آمره بطاعتي فيطيعني، إلاّ كان حقّا عليّ أن أطيعه وأعينه على طاعتي، وإن سألني
أعطيته، وإن دعاني أجبته، وإن اعتصم بي عصمته، وإن استكفاني كفيته، وإن توكّل عليّ
حفظته من وراء عورته، وإن كاده جميع خلقي كنت دونه)([1020])
وروي
أن الله تعالى أوحى له: (قل للجبّارين: (لا يذكروني فإنه لا يذكرني عبدٌ إلاّ
ذكرته، وإن ذكروني ذكرتهم فلعنتهم)([1021])
وروي
أنّ رجلاً كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاماً يدعو ثلاثاً وثلاثين
سنة، فلمّا رأى أنّ الله تعالى لا يجيبه قال: (يا ربّ.. أَبعيدٌ أنا منك فلا تسمع
منّي ؟.. أم قريبٌ أنت فلا تجيبني ؟).. فأتاه آتٍ في منامه فقال له: (إنّك تدعو
الله بلسانٍ بذيّ، وقلبٍ غلقٍ عاتٍ غير نقيٍّ، وبنيّةٍ غير صادقة، فاقلع من بذائك،
وليتّق الله قلبك، ولتحسن نيّتك)، ففعل الرجل ذلك فدعا الله عزّ وجلّ فولد له
غلامٌ([1022]).
ومنها
ما روي أن سائلا سأل الإمام علي، فقال: إنّ الله يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، ونحن ندعو فلا يُستجاب لنا، فقال
له الإمام علي: (إنّ قلوبكم خانت بثمان خصالٍ: أوّلها: أنّكم عرفتم الله فلم
تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً.. والثاني: (أنكم آمنتم
برسوله ثمّ خالفتم سنته وأمتّم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم ؟.. والثالثة: أنّكم
قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا