اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 480
تسأله إياه؟) قال: نعم، كنت أقول: اللهم
ما كنت معاقبي به في الآخرة فافعله في الدنيا، فقال رسول الله a: (سبحان
الله! لا تطيقه ـ أو: لا تستطيعه ـ أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي
الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار؟!) فدعا الله له فشفاه([1016]).
ومثل
ذلك ما ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (لا تدعوا على أنفسكم
إلا بخير، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة
يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم)([1017])
وهكذا
ورد في الروايات والأخبار الكثيرة ما يبين أن الإجابة والقبول تتوقفان على شروط
كثيرة من لم يؤدها لا تتحقق له الإجابة، ولا القبول، ومنها ما روي في أخبار
الأنبياء أن موسى عليه السلام رأى رجلاً يتضرّع تضرّعا عظيماً، ويدعو رافعاً يديه
ويبتهل، فأوحى الله إلى موسى: (لو فعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه، لأنّ في بطنه
حراماً، وعلى ظهره حراماً، وفي بيته حراماً)([1018])
وروي
أن الله تعالى أوحى للمسيح عليه السلام: (يا عيسى.. قل لظلمة بني إسرائيل: غسلتم
وجوهكم، ودنّستم قلوبكم، أَبي تغترّون ؟.. أم عليّ تجترؤن ؟.. تتطيّبون الطيب لأهل
الدنيا، وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة، كأنّكم أقومٌ ميّتون.. يا عيسى.. قل
لهم: قلّموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصمّوا أسماعكم عن ذكر الخنا، وأقبلوا عليّ
بقلوبكم فإنّي لست أريد صوركم.. يا عيسى.. قل لظلمة بني إسرائيل: لا تدعوني والسحت
تحت أقدامكم، والأصنام في بيوتكم، فإنّي آليت أن أجيب مَن دعاني، وإنّ إجابتي