اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 482
وأطعنا ثمّ خالفتم.. والرابعة: أنكم قلتم
أنكم تخافون من النار، وأنتم في كلّ وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم ؟..
والخامسة: أنكم قلتم أنكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقتٍ تفعلون ما يباعدكم
منها، فأين رغبتكم فيها ؟.. والسادسة: أنكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها.. والسابعة:
أن الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: 6] فعاديتموه بالقول، وواليتموه بلا
مخالفة.. والثامنة: أنكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم، وعيوبكم وراء ظهوركم،
تلومون مَن أنتم أحقّ باللوم منه، فأيّ دعاء يُستجاب لكم مع هذا ؟.. وقد سددتم
أبوابه وطرقه ؟.. فاتّقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف،
وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم)([1023])
وروي
أن الإمام الصادق سئل نفس السؤال، فقال: (لأنّكم لا تفون لله بعهده، وإنّ الله
يقول: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ [البقرة: 40]،
والله لو وفيتم له لوفى الله لكم)([1024])
وقال
له آخر: (ندعو فلا يُستجاب لنا)، فقال لهم: (لأنّكم تدعون مَن لا تعرفونه)([1025])
هذا
جوابي ـ أيها المريد الصادق ـ على أسئلتك، فاسع لأن تستعمل هذه الوسيلة في تزكية
نفسك وتربيتها لتصبح أهلا للمراتب الرفيعة التي هيأها الله لها.