responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 465

تتحكم فيها، ثم لا يستطيع الخروج منها.

وقد ذكر بعض الحكماء البرنامج اليومي لأمثال هؤلاء ـ بناء على العصر والظروف التي كانوا يعيشونها، فقال: (الأولى بالعالم أن يقسم أوقاته أيضا فان استغراق الأوقات في ترتيب العلم لا يحتمله الطبع، فينبغي أن يخصص ما بعد الصبح إلى طلوع الشمس بالأذكار والأوراد، وبعد الطلوع إلى ضحوة النهار في الافادة والتعليم، ان كان عنده من يستفيد علما لأجل الآخرة وان لم يكن فيصرفه إلى الفكر ويتفكر فيما يشكل عليه من علوم الدين، فإن صفاء القلب بعد الفراغ من الذكر وقبل الاشتغال بهموم الدنيا يعين على التفطن للمشكلات، ومن ضحوة النهار إلى العصر للتصنيف والمطالعة، لا يتركها إلا في وقت أكل وطهارة ومكتوبة وقيلولة خفيفة إن طال النهار، ومن العصر إلى الاصفرار يشتغل بسماع ما يقرأ بين يديه من تفسير أو حديث أو علم نافع، ومن الاصفرار إلى الغروب يشتغل بالذكر والاستغفار والتسبيح، فيكون ورده الأول قبل طلوع الشمس في عمل اللسان، وورده الثاني في عمل القلب بالفكر إلى الضحوة، ورده الثالث إلى العصر في عمل العين واليد بالمطالعة والكتابة، وورده الرابع بعد العصر في عمل السمع ليروح فيه العين واليد فان المطالعة والكتابة بعد العصر ربما أضرا بالعين، وعند الاصفرار يعود إلى ذكر اللسان، فلا يخلو جزء من النهار عن عمل له بالجوارح مع حضور القلب في الجميع) ([989])

وأما المتفرغ لطلب العلم، فقد ذكر الحكماء أن أفضل عمل له هو طلب العلم؛ ذلك أن (الاشتغال بالتعلم أفضل من الاشتغال بالاذكار والنوافل؛ فحكمه حكم العالم في ترتيب الأوراد، ولكن يشتغل بالاستفادة حيث يشتغل العالم بالإفادة وبالتعليق والنسخ حيث يشتغل العالم بالتصنيف)


[989] إحياء علوم الدين، 4/36.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست